أئمة أوقاف مصر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


دعاه بلا قيود
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الوسطية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
احمدعزب احمد




المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 18/09/2012

الوسطية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الوسطية   الوسطية Icon_minitimeالسبت سبتمبر 22, 2012 11:12 pm

جزاك الله خيرا موضوع رائع جدا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو عباده




المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 25/02/2010
العمر : 44
الموقع : الدقهلية

الوسطية Empty
مُساهمةموضوع: الوسطية   الوسطية Icon_minitimeالخميس فبراير 25, 2010 3:47 pm

الوسطية


الحمد لله رب العالمين أمرنا بالتوسط والإعتدال في كل شيء

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أكرمنا بخير نبي أرسل وبين لنا في القرآن الكريم منزلة الأمة الإسلامية قال تعالى { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }

وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وأدى الرسالة ونصح للأمة فكشف الله على يديه الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين

اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وكل من سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أما بعد


أيها الأخوة المسلمون

إن لشريعة الإسلام مميزات كثيرة فإن من أعظم المميزات التي تميزت بها الشريعة الإسلامية أنها شريعة الوسطية والاعتدال والسماحة واليسر شريعة قامت على الحق والعدل فسادت الدنيا كلها ودانت الدنيا بها عن يقين وعن إيمان

وشريعة الإسلام أتت بكل ما تحتاجه الأمة من خيرات بكل ما تحتاجه الأمم من أسس وقواعد لتسير عليها فإن الوسطية ميزة من مميزات شريعة النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ

والوسطية كما بينها علماؤنا الحكم على الشيء والإقتداء بعمل معين من غير إفراط ولا تفريط فالشجاعة هي صفة من صفات المسلمين وهي تتوسط بين صفتين بين الجبن والتهور وغير ذلك ويفعل أشياء حينما يلومه الناس عليها يقول لم أشعر بما فعلت فهذه الوسطية صفة بين صفتين صفة فيها الغلو والتشدد وصفة فيها التفريط والتسيب الذي أصاب الأمة اليوم وإنما شريعة الإسلام تسير بهذا المنهج فأول شيء فضلنا الله عز وجل وجعلنا في خير أمة أخرجت للناس وبين لنا الحق سبحانه وتعالى { وكذلك جعلناكم أمة وسطا }

وإذا نظرنا إلى الأمة الإسلامية نجد بأنها وسط في الزمان والمكان بل هي وسط في كل شيء في عبادتها وعقيدتها ومعاملاتها

{ وما خير رسول الله بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثما }

وبين الحق سبحانه السبب الذي جعل الأمة الإسلامية أمة وسطا لتكون شهيدة على الناس في هذه الحياة لتكون الأمة الإسلامية شهيدة على الأمم السابقة من لدن آدم إلى قيام الساعة

وعن أبي سعيد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ جعلناكم أمة وسطا قال عدلا وعن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجئ النبي يوم القيامة معه الرجل ويجئ النبي معه الرجلان ويجيء النبي معه أكثر ممن ذلك فيقال له هل بلغت قومك فيقول نعم فيدعون فيقال هل بلغكم فيقولون لا فيقال من يشهد لك فيقول أمة محمد صلى الله عليه وسلم فتدعى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال هل بلغ هذا فيقولون نعم فيقال وما علمكم بذلك فيقولون أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن الرسل قد بلغوا فصدقناه فذلك قوله * (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) * قال عدلا لتكونوا شهداء على الناس[1]

وأيضا عن أبي هريرة قال : مروا بجنازة على النبي صلى الله عليه و سلم فأثنوا عليها خيرا فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ وجبت ثم مروا بجنازة أخرى فأثنوا عليها شرا فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ وجبت فقالوا يا رسول الله قولك الأول والآخر وجبت فقال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ الملائكة شهداء الله في السماء وأنتم شهداء الله في الأرض [2]

وقد طبق سيدنا عمر ذلك الأمر عن أبي الأسود الديلي قال : أتيت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب فمرت بجنازة فأثني على صاحبها خير قال عمر وجبت ثم مر بأخرى فأثني على صاحبها خير قال عمر وجبت ثم مر بالثالثة فأثني على صاحبها شر فقال عمر وجبت قال وما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة قلنا أو ثلاثة قال أو ثلاثة قلنا أو اثنان قال أو اثنان [3]

هذه الأمة الإسلامية شهيدة ولذلك جعلها الحق سبحانه وتعالى أمة وسطا

وانظر إلى شريعة الأمة الإسلامية تجد بأنها تميزت بالسهولة والوسطية والاعتدال في عبادتها لربها سبحانه وتعالى فالشهادتين يقولها الإنسان في كل وقت فتجب له الجنة

والصلاة فرضها الله عز وجل حدد لها مواقيت وحدد لها الزمان وبين الفرائض وبين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خيرية الأمة الإسلامية حينما قال ( وجعلت لي الأرض مسجدا وتربتها طهورا ) فالإنسان يصلي في أي مكان بينه الحق سبحانه وتعالى حيث جعل لنا الأرض كلها مسجدا وتربتها طهورا ليس في الصلاة مشقة على الإنسان فمن كان في عمل فليؤدي الصلاة من كان في سفر فليؤدي الصلاة فجاءت شريعة الإسلام بالقصر والجمع بالصلوات لكي تأتي للإنسان باليسر والاعتدال , وإن عبادات الإسلام والأوامر التي بينها لنا الحق سبحانه وتعالى ليس فيها مشقة , وإنما بينها لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشموليتها ويسرها نجد الإسلام يفتح لنا الأمور كلها فتجده في صلاة الجمعة { يا أيها الذين ءامنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير إن كنتم تعلمون } الإنسان يفعل كل شيء يبيع يشتري يأكل يشرب ينام ولكن إذا نودي لصلاة الجمعة عليه أن يذهب مسرعا إلى صلاة الجمعة ويترك كل شيء وانظر إلى السهولة واليسر

{ فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون }

وانظر إلى سيدنا عمر حينما رأى الرجل في المسجد يعتكف فيه قال له من يأتي لك بالطعام والشراب قال له أخي قال له إن أخيك أفضل منك اذهب وتاجر واعمل واعبد الله عز وجل فليس العبادة بعد من العمل والسعي الحلال وادي حق الله عز وجل في كل مكان انظر إلى الصيام حينما فرضه الله ـ عز وجل ـ لم يفرضه على الجميع وإنما جعل هناك رخصة { ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر }

في الزكاة لم يفرض الإسلام الزكاة على من ملك مالا وفقط بل حدد وقدر نصابا معينا للزكاة إذا بلغ النصاب ومر عليه حول كامل ثم بعد ذلك فرض الزكاة ومقدارها ربع العشر

وانظر أيضا لم يفرض الإسلام على الإنسان أن تكون يده منفقة بكثرة كبيرة ولكن بين القرآن الكريم منهج الوسطية والاعتدال فقال القرآن الكريم { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا } وذكر في صفات عباد الرحمن { والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما } بين القرآن الكريم أيضا { يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربو ا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين }{ ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا }

شريعة الإسلام تمتاز بالوسطية والإعتدال في كل شيء ولها أولويات فالطالب في مذاكرته وتحصيل العلم أفضل من أن يقوم الليل ويقرأ القرآن كثيرا وإنما ينبغي عليه أن يقرأ ورده اليومي ولكن الإسلام لم يقل له بأن عليه أن يقوم الليل ويترك مذاكرته وإنما شريعة الإسلام تميزت بالوسطية والاعتدال والإنسان يستطيع بأعماله كلها أن يحولها لطاعة لله رب العالمين سبحانه وتعالى

وانظر إلى الصحابة حينما سألوا عن عبادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ماذا قالوا ففي الحديث عن أنس قال جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسألون عن عبادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا فأين نحن من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال أحدهم أما أنا فأصلي الليل أبداً وقال الآخر وأنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال آخر وأنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبداً فجاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إليهم فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني[4]

بين الإسلام الوسطية والاعتدال ولا يشدد الإنسان على نفسه وانظر ماذا حدث لسيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص ففي الحديث عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو، قَالَ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَنِّي أَقُولُ، وَاللهِ لأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ؛ فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قُلْتُهُ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قَالَ: فَإِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيع ذلِكَ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ قَالَ: فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْنِ قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ قَالَ: فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، فَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَهُوَ أَفْضَلُ الصِّيَامُ فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لاَ أَفْضَلَ مِنْ ذلِكَ

وفي رواية أخرى : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللهِ أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً قَالَ: فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: نِصْفُ الدَّهْرِ

فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ بَعْدَمَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ )[5]

ولكنه طبق على نفسه ونفذ الأمر عنده عزيمة صادقة ولكن ليست هذه العزيمة لكل الناس الإنسان منا حينما يأتي ويجدد التوبة مع الله ـ عز وجل ـ فتراه يقول لنفسه بأنني سأقوم الليل وسأحافظ على السنن والرواتب والأذكار كل يوم ويحدد أعمالا كثيرة ويأتي ويشدد على نفسه ولم يفعل شيئا من ذلك كله ولذلك بين لنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (أخلص دينك يكفك العمل القليل ) [6]

وكما يقول علماؤنا ينبغي على المسلم في أوقات الدعاء واستجابة الدعاء أن يكون لنفسه دعوة واحدة خالصة يرددها ولا يزيد عليه ليستجيب له الحق سبحانه وتعالى

وحينما ذهب سيدنا سلمان الفارسي إلى سيدنا أبي الدرداء ـ رضي الله عنهما كما جاء في الحديث

عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بَيْنَ سَلْمَانَ وَبَيْنَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً فَقَالَ مَا شَأْنُكِ مُتَبَذِّلَةً قَالَتْ إِنَّ أَخَاكَ أَبَا الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا قَالَ فَلَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ قَرَّبَ إِلَيْهِ طَعَامًا فَقَالَ كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ قَالَ مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ قَالَ فَأَكَلَ فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لِيَقُومَ فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ نَمْ فَنَامَ ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ لَهُ نَمْ فَنَامَ فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ الصُّبْحِ قَالَ لَهُ سَلْمَانُ قُمْ الْآنَ فَقَامَا فَصَلَّيَا فَقَالَ إِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَأَتَيَا النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَذَكَرَا ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ صَدَقَ سَلْمَانُ[7]

إذن الإسلام شريعته قائمة على الوسطية والاعتدال يعطي لكل ذي حق حقه من أهل بيته وصلة أرحامه وأصدقاءه وضيوفه وجيرانه ولكن إذا وجد الإنسان في نفسه طاقة وكانت عنده عزيمة صادقة ويشدد على نفسه وينفذ ما أراده رب العالمين سبحانه وتعالى فلا بأس به وله الأجر من الله عز وجل على أعماله التي يعملها ابتغاء مرضاة الله رب العالمين

ولكن نجد بعض السلبيات التي يقوم بها البعض

إنسان يقرأ نصف القرآن الكريم في ليلة ويظل طيلة الشهر لا يقرأ شيئا من القرآن فهذا خطأ وتقصير ,

إنسان يقوم الليل ولكنه يأتي قبيل الفجر وينام ولا يستيقظ لصلاة الفجر فهذا خطأ

طالب يهمل مذاكرته ويرسب في الامتحان بحجة أنه كان يشتغل بالدعوة وطاعة الله عز وجل وهذه تصرفات شخصية والإسلام بريء منها والمجتمع اليوم يأخذ الفشل الذي يصيب هؤلاء ويربطونه بالإسلام وبالدين ولكن هذا من قبيل تطبيقنا السيئ للإسلام ولدين رب العالمين سبحانه وتعالى

والإنسان منا عنده إفراط يأتي الشيطان ويزين له ويوسوس له وكلنا نسير على ذلك ولكن ينبغي علينا الاستغفار وكثرة العمل الصالح وعلينا أن نتهم أنفسنا بالتقصير انظر ماذا قال سيدنا حنظلة ـ رضي الله عنه ـ ففي الحديث عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ قَالَ وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ ( لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ قَالَ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مَا تَقُولُ قَالَ قُلْتُ نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قُلْتُ نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا ذَاكَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ) [8]

ساعة لله رب العالمين وساعة ترويح للنفس لطاعة الله أيضا وليس كما يقولون ساعة لقلبك وساعة لربك وهذا خطأ تلك الساعة التي هي للقلب ترويح عن النفس لأن في الإسلام فسحة ولكن فيما يتفق مع تعاليم الإسلام الحنيف التي بينها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورسخها في قلوب وعقول المؤمنين لنكون خير أمة كما قال القرآن الكريم { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله }

والوسطية إنما هي شعار أمة الإسلام شريعة قائمة على العدالة وعلى التوازن في الأمور كلها { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين }
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم





[1] السنن الكبرى للنسائي ج 6 ص 292


[2] السنن الكبرى للنسائي ج 1 ص 629


[3] السنن الكبرى للنسائي ج 1 ص 630


[4] البخاري


[5] البخاري


[6] شعب الإيمان للبيهقي


[7] سنن الترمذي


[8] صحيح مسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الوسطية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أئمة أوقاف مصر :: اســــلاميـــات :: خطب-
انتقل الى: