أبو عباده
المساهمات : 12 تاريخ التسجيل : 25/02/2010 العمر : 44 الموقع : الدقهلية
| موضوع: علاقة الإسلام بالآخر الخميس فبراير 25, 2010 5:08 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين نسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ بلادنا من الأمراض والفتن وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أمرنا بالعدل ونهانا عن الجور وأمرنا بالمعاملة الحسنة لكل الناس على وجه الأرض وبين لنا قوله تعالى { لكم دينكم ولي دين } وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة فكشف الله على يديه الغمة اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وعلى كل من استن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين أمابعد لقد جاء الدين الإسلامي بسعادة البشرية جمعاء وجاء الدين الإسلامي بشريعة سمحاء غراء جاء الدين الإسلامي ليقيم العدل في المجتمع جاء الدين الإسلامي ليؤسس حضارة لتسعد بها البشرية أزمانا وأزمانا بل لتسعد بها البشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها هذا هو الإسلام هذا هو الدين الذي جاء به سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإذا أردنا أن نعرف مكانة هذا الدين الإسلامي فلابد وأن نقيسه على الشرائع التي كانت قبله وعلى المجتمعات التي كانت قبله فإذا نظرنا إلى الشرائع السابقة نجد بأنها لم تعترف بأي ديانة غيرها فنرى اليهودية لا تعترف بالنصرانية وهي التي جاءت بعدها بل إن اليهودية حصرت الإله الواحد لها وفقط وبينت بأن توحيدها يختلف عن توحيد الناس كلهم لأنها تعبد الله وحده وإن إله الأديان كلها وإله الشرائع كلها ليس هو الإله الذي نعبده وليس هو الله الذي خلق هذا الكون كله وجدنا تلك العصبيات التي تميزت بالشرائع الأخرى من جانب الأضدادأما في شريعة الإسلام فنجد بأن الإسلام وضح الأمور وبين المعايير وحدد المفاهيم وبين التطبيق العملي لهذه الحياة وفي هذا المجتمع فنجد بأن الإسلام فتح الباب وبين هذه المدرسة هذه الحضارة الإسلامية إنما مكتوب على بابها { لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لانفصام لها والله سميع عليم } وضح الإسلام { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا ....}وضح الإسلام طريق الخير وطريق الشر وبين للناس بأن دخولهم في هذا الدين إنما هو لمصلحتهم وسيعود عليهم بالخير الكثير وبالنفع في دنياهم ليسعدوا بالجنة في أخراهم بين للناس بأن تمسكهم بشريعة الإسلام وحرصهم على الدخول في دين الله عز وجل إنما يعود عليهم بالخير لأن هذا الدين يتسم بالفطرة ولا يتعارض مع العقل أبدا ولذلك بين علماؤنا بأن العقل الصريح وان ما يهتدي إليه العقل من الفطرة التي خلقه الله عز وجل عليها لا يختلف مع النقل الصحيح الذي جاء به الإسلام لأن هذا من صنع رب العالمين ـ سبحانه وتعالى ـ {صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون } وضح الإسلام هذه الأمور وبين للبشرية كلها أن الإسلام وضح لنا المفاهيم وحدد لنا المعايير والأسس التي نسير عليها في معاملاتنا للناس فلم يشرع القتال لأن الإسلام يحب إراقة الدماء والقتل كما يقولون وإنما شرع القتال حماية للبلاد من الكفر والفساد الذي يصنعونه شرع القتال من أجل الفتنة في دين الله عز وجل وصدق ربنا { والفتنة أشد من القتل } وإذا جئنا لننظر نظرة سريعة على العالم قبل مجيء الإسلام فسنجد بأنه كان محتلا من دولتين وهما الفرس والروم والكل وراءهم والشعوب إنما هي مغلوبة على أمرها تسير وراء من يحكمها فجاء الرومان والفرس واحتلوا العالم كله وفرضوا على الناس من الشرائع والقوانين بل إنهم حاربوا من يديينون بدينهم وبشريعتهم حتى في اختلافهم في الآراء يكون النفي والطرد من البلاد ولكن حينما جاء الإسلام ونظر إلى هذه الدنيا وشاهد ما يفعلونه بالناس كانت الفتوحات الإسلامية تحريرا للبلاد وتحريرا للناس من الظلم الذي كان يقع عليهم من جانب من يدينون بدينهم فجاء الإسلام لينقذ الناس بل لينقذ الديانة التي يدينون بها من الانقراض والانحطاط وذلك ليس كلاما نظريا وإنما بين التاريخ تجد حينما جاء سيدنا عمرو بن العاص فاتحا مصر ووجد أحد القساوسة قد طرد من مصر وطرد أكثر من عشرين عاما حينما جاءت القيادة للإسلام وأصبح للإسلام الكلمة اتى به مرة أخرى وأتى به إلى بلاده ليعيش معززا مكرما بل إن احد العلماء الليث بن سعد عالم مصر قال إن الكنائس لم تبنى إلا في الإسلام وإن الإسلام هو الذي فتح لهم ذلك ولم يفرض عليهم قيودا وسمح الإسلام لهم ببناء الكنائس ولم يقف أمام عقيدتهم أو دينهم بل فتح لهم الأمر وسمح لهم بإقامة شعائرهم الدينية وأعطاهم الحرية التي لم يجدوها من أتباع دياناتهم التي كانوا يحكمونهم وهذا كما بين القرآن الكريم { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }هذه هي معاملة الإسلام مع اهل الكتاب بل مع الديانات الوضعية كالمجوس والهندوس والبوذين وغيرهم بأنهم لم يفتنونا في ديننا ولم يقتلوا أحدا منا ولم يبثون أفكارهم المغلوطة عن الإسلام والمسلمين ولا الشك في قرآننا والسعي ليل نهار على بعد الناس عن الإسلام والقرآن وبين الإسلام المعاملة الحسنة لمن لم يفعل ذلك اما من يحاربنا في ديننا ومعتقداتنا والعمل على إخراجنا من ديارنا فيكون الجزاء من جنس العمل فبين القرآن الكريم { إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولهم ....}وحينما جاء احد اليهود وكشف عورة المرأة المسلمة وهي في السوق وأخذ طرف ثيابها ووضعه عند رأسها فلما قامت انكشفت سوءتها فنادت يا مسلم فوقف مسلم فقتل اليهودي فاجتمعوا عليه فقتلوه فماذا كان رد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجلاهم عن المدينة وكان ذلك سبب جلاء يهود بني قينقاع عن المدينة لأنهم فتنوا المسلمين في دينهم هم الذين بدأوا العداوة وكان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين جاء إلى المدينة ووجدهم فيها عقد معهم معاهدة ووثيقة سماها وثيقة دستور المدينة لليهود مالهم وللمسلمين مالهم على اليهود أن يقفوا مع المسلمين ضد أي عدوان خارجي ولكنهم هم الذين بدأو بالعداوة للإسلام والمسلمين وغيروا وبدلوا وكان من نقضهم للوثيقة أن بثوا الفتن والتشكيك في القبلة قبل تحويلها وبعد تحويلها من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام وأجلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بني النضير لأنهم أرادوا قتل رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـ وكان جلاء بني قريظة حينما اتفقوا مع قريش يوم الأحزاب وتنازلوا عن دينهم وشهدوا لقريش بالدين الحق اعترفوا بدين قريش بعبادة الأصنام ولم يعترفوا بدين السماء وقد أخبرنا القرآن الكريم بذلك قال تعالى { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا } وكان الحكم عليهم حينما حكموا سيدنا سعد بن معاذ ــ رضي الله عنه ـــ فيهم فجاء حكمه موافقا لحكم السماء وقال يا رسول الله نقتل الرجال ونأخذ أموالهم ونسبي نساءهم وأطفالهم ليكونوا عبيدا للمسلمين فقال له الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ــ لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات وإذا نظرنا إلى التاريخ الإسلامي أيضا نجد بأن الإسلام اتسم بالسماحة واليسر وعدم الاعتداء على الآخرين بدون وجه حق وليس ذلك عن ضعف وإنما عن قوة وعزة وضح لهم الأمور ولكن إذا انتهكت حرمات الله إذا انتهكت حرمة المسلم يكون العقاب هذه شريعة الإسلام ماذا صنع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع الناس عاملهم بالمحبة والرحمة والسماحة واليسر وكلنا يعلم قصة الرجل اليهودي الذي كان بجوار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان يضع القاذورات أمام بيته ماذا صنع النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ــ معه حينما مرض ذهب الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ لزيارته بل حين جاء إليه ووجده في سكرات الموت دعا له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ــ أن يسلم فقال له قل لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان والد اليهودي موجودا قال له أجب أبا القاسم فقالها فمات مسلما وانظر إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما مرت عليه جنازة يهودي وقف لها فقالوا يا رسول الله إنها جنازة يهودي فقال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ــ أليست نفسا وهذه هي شريعة الإسلام حينما تمر جنازة ينبغي على المسلم أن يقف لها علمنا الإسلام ذلك الأمر واتسم بالعدالة مع الناس أجمعين إسلامنا دين السماحة فاعلموا سحقا لقوم عن سماحته عموا دين من الله الرحيم بخلقه يهدي البرية للتي هي أقوم وانظر إلى حروب الإسلام كلها يقولون بأن الإسلام كانت فيها حروب وقتالات كثيرة ولكننا ينبغي علينا أن نتفق جميعا على أن هذه الحروب كانت دفاعا عن اهل البلاد الأصليين الذين كانوا مغلوبين على أمرهم وإذا نظرنا إلى عدد القتلى الذين قتلوا في غزوات وسرايا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم نجده لا يتجاوز أربعمائة من الجانبين وبالتحديد ثلاثمائة وستة وثمانيين من الجانبين وهذا العدد لا يساوي شيئا أمام ما نسمعه عن حوادث المرور اليوم بل لو نظرت إلى الحروب العالمية الحرب العالمية الأولى أو الثانية تجد بأن من مات فيها إنما هو أضعاف أضعاف من قتلوا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ــ كانت هذه هي شريعة الإسلام شريعة بينت الحقوق والواجبات بل إن من وصايا النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ للجنود في المعارك لا تقتلوا شيخا ولا إمرأة ولا تقطعوا شجرا ولا تقتلوا عابدا في صومعته وإنما يكون القتال لمن يرفع السلاح على المسلمين ويحاربهم ثم مرت الأيام وجاءت خلافة سيدنا عمر ووجد الرجل اليهودي الكبير يتكفف الناس وليس معه شيء من المال قال لهم سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ ليس من الإنصاف أن نتركهم اليوم لقد اخذنا شبيبته ونتركه اليوم لا بل فرض له سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ــــ نصيبا من بيت مال المسلمين لقد أخذنا منه الجزية في شبابه واليوم لا يستطيع العمل فليس من العدل أن نتركه وانظر إلى صلاح الدين الأيوبي حينما كان في المعركة وقالت له امرأة من الأعداء لقد ضاع ولدي الرضيع فماذا كان من صلاح الدين الأيوبي ـ رضي الله عنه ـــ إلا أن أوقف الحرب وأمر المسلمين بأن يبحثوا لها عن طفلها أي سماحة تلك التي اتسم بها الإسلام وقادته العظماء وحينما علم أيضا أن قائد الأعداء مريضا أوقف الحرب وذهب لزيارته هذا هو الإسلام الذي جاء للبشرية لتسعد ولتعيش في رحابة عيشة هنية تعاليم سامية وأخلاق رفيعة وآداب عالية وصفات طيبة عظيمة على الأمة أن تعرف تلك الحقائق كلها أن تعرف العدو الذي يتربص بها المكائد من غيره على الأمة أن تعرف المخطيء من الذي لا يفعل شيئا على الأمة أن تعرف الصالح من الطالحوقد وضح القرآن الكريم لنا { ليسوا سواء } ليس الكفر شيئا واحدا ومن هنا قال علماؤنا لا تعمم الدعاء على اليهود أو غيرهم فليسوا سواء وهناك من يقف مع المسلمين ويريد أن يأخذ لهم حقهم وحينما يبين لنا الحق سبحانه وتعالى { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا منة شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون}علينا أن نعيش في مجتمع يعلم قيمة إسلامه وقيمة دينه يعيش بالحقائق التي أوضحها النبي ــ صلى الله عليه وسلم ـ للدنيا كلها ولذلك بين لنا النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ ( الدين المعاملة )فعلى المسلم أن يحرص على مصلحة أخيه المسلم على المسلم أن يعلم علم اليقين أنه في هذا المجتمع يعيش كتلة واحدة مع غيرهم ولذلك يقول سيدنا علي ــ رضي الله عنه ــ ( الناس صنفان أخ لك في الدين ونظير لك في الخلق ) ولكل له حق وواجب كما بينها القرآن الكريم وسنة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم | |
|